الشيخ خالد الراشد التوبة

اسم التطبيق
الشيخ خالد الراشد التوبة
المطور
Quora, Inc.‏
التصنيف
الحجم
16 ميغابايت
آخر إصدار
1.0.5
التقييم
3.3
4.5/5 - (46 صوت)

يطلق مفهوم التوبة في اللغة على الرجوع والعودة عن الشيء ، وفي الاصطلاح الشرعي هي عبارة عن ندم يتبعه عزم وقصد بعدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى وارتكابه ، وهي كذلك العودة عن الطريق المعوج إلى صراط الله المستقيم ، ويلزم التوبة عزم وندم من أجل تحقيقها على الوجه الصادق المخلص الله تعالى.

ما هي عناصر اللقاء ؟

• التوبة الكاذبة :
قال منصور بن عمار كان لي صديق مسرف على نفسه ثم تاب وكنت أراه كثير العبادة والتهجد ، ففقدته أياما فقيل لي هو مريض فأتيت إلى داره فخرجت إلى ابنته فقالت: من تريد؟ قلت: فلانا ، فاستأذنت لي ثم دخلت فوجدته في وسط الدار وهو مضطجع على فراشه وقد اسود وجهه وازرقت عيناه وغلظت شفتاه ، فقلت له وأنا خائف منه: يا أخي أكثر من قول لا إله إلا الله ، ففتح عينيه ونظر إلى وغشي عليه ، فقلت له ثانيا: يا أخي أكثر من قول لا إله إلا الله ثم ثالثا ، ففتح عينيه وقال: يا أخي منصور هذه كلمة قد حيل بيني وبينها ، فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم قلت له: يا أخي أين تلك الصلاة والصيام والتهجد والقيام ، فقال: كان ذلك لغير الله وكانت توبتي كاذبة إنما كنت أفعل ذلك ليقال عني وأذكر به ، وكنت أفعل ذلك رياء الناس ، فإذا خلوت إلى نفسي أغلقت الباب وأرخيت الستور وشربت الخمور ، وبارزت ربي بالمعاصي ، ودمت على ذلك مدة فأصابني المرض ، وأشرفت على الهلاك ، فقلت لابنتي هذه : ناوليني المصحف ، وقلت : اللهم بحق هذا القرآن العظيم إلا ما شفيتني وأنا لا أعود إلى ذنب أبدا ، ففرج الله عني فلما شفيت عدت إلى ما كنت عليه من اللهو واللذات وأنساني الشيطان العهد الذي كان بيني وبين ربي فبقيت على ذلك مدة من الزمان فمرضت مرضا أشرفت فيه على الموت فأمرت أهلي فأخرجوني إلى وسط الدار على عادتي ثم دعوت بالمصحف فقرأت فيه ثم رفعته ، وقلت: اللهم بحرمة ما في هذا المصحف الكريم من كلامك إلا ما فرجت عني فاستجاب الله مني وفرج عني ثم عدت إلى ما كنت عليه من اللهو فوقعت في هذا المرض ، فأمرت أهلي فأخرجوني إلى وسط الدار كما تراني ، ثم دعوت بالمصحف لأقرأ فيه فلم يتبين لي حرف واحد ، فعلمت أن الله سبحانه قد غضب علي فرفعت رأسي إلى السماء ، وقلت: اللهم بحرمة هذا المصحف إلا ما فرجت عني ، يا جبار الأرض والسماء قال منصور بن عمار: فوالله ما خرجت من عنده إلا وعيني تسكب العبرات فما وصلت الباب إلا وقيل لي: إنه قد مات.
• الثلاثة الذين تخلفوا :
وهم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع هؤلاء الثلاثة من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنهم تخلفوا عن الخروج معه في غزوة تبوك وكان لا يتخلف عن الخروج معه صلى الله عليه وسلم في غزواته إلا بعض المنافقين وذوو الأعذار ولكن هؤلاء الثلاثة لم يكونوا من المنافقين ، ولم يكونوا من ذوي الأعذار ولكنهم كانوا في وقت الغزوة في أحسن أحوالهم وقد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة في شدة الحر حتى قال بعض المنافقين: (لا تنفروا في الحر) فرد الله عليهم قائلا: (قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون ، فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون) وقد وردت في صحيح مسلم قصة طويلة رواها كعب بن مالك لا يتسع المقام لذكرها. وملخصها ان هؤلاء الثلاثة لم يكذبوا على الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما رجع من الغزوة كما كذب عليه المنافقون.
وكان من عادة الرسول صلى الله عليه وسلم ان يذهب الى المسجد بعد رجوعه من أي غزوة. فلما جلس في المسجد جاءه المنافقون يعتذرون له ويختلقون الأسباب التي يرضونه بها فقبل علانيتهم واستغفر لهم. ووكل سرائرهم إلى الله. ولكن هؤلاء الثلاثة لم يكذبوا عليه خوفا من الله جل وعلا. فشهد لهم بالصدق وأمرهم بانتظار أمر الله فيهم. ثم أمر المسلمين ألا يكلموهم. فقعد هلال بن أمية ومرارة بن الربيع في بيوتهما يبكيان، أما كعب بن مالك فقد كان أصغرهم، فكان يشهد الصلاة في المسجد. ويذهب الى الأسواق. ولكنه كان في حالة من الهم والغم والبكاء مثل صاحبيه ، وبعد مرور 40 ليلة قاسية أمرهم الرسول ان يعتزلوا زوجاتهم وذلك مما زاد بلاءهم فقال كعب لامرأته : «الحقي بأهلك» أما زوجة هلال ابن أمية فقد استأذنت الرسول صلى الله عليه وسلم ان تمكث مع زوجها لتخدمه لأنه شيخ كبير ثم مرت عشر ليال أخرى وهم في هذا الغم والبلاء العظيم يبكون ويتضرعون الى الله ان يقبل توبتهم ويغفر لهم حتى جاء فرج الله بقبول توبتهم وذلك في قوله: (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذي اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم، وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم) ، وقد يتعجب القارئ من وضع هؤلاء ضمن العظماء رغم تخلفهم عن الغزو ولكننا وضعناهم لصدقهم وخوفهم من الله. ولذلك تاب عليهم في حين انه ذم المنافقين.
• من ترك شيئا لله :
يتضح معنى أن من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه في قول الرسول صلى الله عليه وسلم “ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل ، وهذا يعني أن من يتصدق يبارك الله في ماله وفي رزقه، كما جاء في قول الله سبحانه وتعالى {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}، بالإضافة إلى ذلك فأن الإنسان الذي يترك الانتقام من الآخرين والتشفي مع قدرته على ذلك يعوضه الله بالانشراح في الصدر والفرح في القلب والطمأنينة والسكينة.
• انا لست فاتنة بل ظالمه :
اسمها فاتنة وهي كاسمها جريئة متحررة مثقفة في كل شيء إلا في الدين ، الدين عندها أن تكون ذات قلب طيب ، ولا عليها بعد ذلك أن تخالط من تشاء، تلبس ما تشاء وتفعل ما تشاء ، جمعت ليلة صاحبتها في الكلية للاحتفال بعيد ميلادها ، عيد ما أنزل الله به من سلطان ورثناه عن الكفار تشبها وتقليدا ، كانت في أجمل هيئة وأحسن مظهر ، بدأت تدور بين صاحبتها تطلق الضحكات هنا وهناك تسألهن: أتدرين يا بنات ماذا ينقص حفلتنا هذه؟ فأجبنها إجابات وهي تقول: لا، ثم لا، وهي مصرة على سؤالها، ثم قالت مجيبة على سؤالها وهي تضحك: تنقصنا الشيخة علياء، فانطلقت موجات الضحك من كل مكان، ثم قالت أحداهن مدافعة: لماذا كل هذا الضحك؟ لماذا كل هذا الضحك والاستهزاء بعلياء؟! أليست زميلتنا في الصف! أليست صديقتنا في الكلية! ألم تكن إلى عهد قريب رفيقة لنا في سهراتنا وحفلاتنا وهي الآن في محرابها مع صلواتها وقرآنها، إنها تبحث عن الآخرة ونحن عن ماذا نبحث؟! فتجاهلن سؤالها ، قالت أخرى: لقد ذهبنا إليها -أي إلى علياء – لندعوها لعيد الميلاد ولكنها اعتذرت وأعطتنا محاضرة طويلة عريضة في الأخلاق والدين والعادات والاجتماعات ، قالت فاتنة: مسكينة علياء! لقد كانت عاقلة متحررة قبل أن يصيبها هذا الهوس الديني الذي اختطفها من بيننا -قلت أنا: سبحان الله أصبح الدين هوسا وجنونا- ثم تابعت فاتنة حديثها وهي تقول: فعلا مسكينة علياء! لقد انقلبت بسرعة وتسممت أفكارها وتغيرت هيئتها، لقد أطالت ثيابها فأصبح منظرها ككبيرات السن لم تعد تؤمن بأن خير اللباس ما قل ودل، والأدهى من ذلك شعرها أصبح بضاعة محرمة مغطاة تحت ذلك السواد، مسكينة علياء! نسيت أن الله يهمه منا القلب وكل ما عدا ذلك شكليات ، الله أكبر! أصبح الحجاب والتمسك بالدين شكليات، قاتل الله الشاشات والقنوات ، ثم تابعت فاتنة حديثها عن علياء: إنها تخوفنا من النار وأن الله سيحرق به أجسادنا المكشوفة، إنها تنذرنا من شيء اسمه الموت، وآخر تسميه الحساب، بل اسمعوا يا بنات! إنها تحملنا مسئولية إغواء الشباب وإغراء الرجال، فقالت أحداهن: لقد قتلتها الهواجس والوساوس ونسيت أن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال، مسكينة علياء! أين ستجد فتى أحلامها، أين ستجد السعادة والأنس، لقد قتلت نفسها وهي في ريعان الشباب، ولا بد أن نصنع شيئا لإنقاذها ، مساكين! ما درين أنهن هن بحاجة إلى إنقاذ.
فارتفعت الأصوات: لا بد من إنقاذها! إنها تقتل نفسها بطول العبادة وكثرة الصيام وقراءة القرآن ولزوم البيت، فلا أسواق ولا حفلات، ما هذا الفهم الخاطئ للدين، إن الحياة متعة وحرية، أما الموت فمالنا وله الآن، نعم سنموت عندما نشيخ ونهرم ، انتهى الاحتفال ودارت سنوات تخرجت فيها فاتنة وتخرجت علياء وثبتت على طريق الاستقامة والالتزام، فماذا حدث لفاتنة، وماذا حدث لعلياء؟ في إحدى المستشفيات في الدور الرابع في غرفة من الغرف صوت أنين مريضة يملأ الغرفة، إنها في تلك الغرفة منذ عدة أشهر، ولقد أيس الأطباء من حالتها وأصبح صوت أنينها معتادا مألوفا في المستشفى ولا أحد يستطيع أن يفعل لها شيئا ، لقد تعودت الممرضات على سماع أنينها، أما الطبيبة المناوبة الجديدة في المستشفى فلم تستطع أن تتجاهل ذلك الصوت وذلك الأنين، فقلبها مليء بالرحمة، وهكذا الإيمان يملأ القلب رحمة وعطفا على الآخرين ، فأخذت بعض العقاقير والمهدئات ودخلت لتلك الغرفة ، فتحت الباب فإذا بامرأة على السرير في شبه غيبوبة ، جست نبضها فإذا هو ضعيف على وشك التوقف، أصغت إلى تنفسها فكان التنفس مضطربا خافتا، جلست بجانبها وأعطتها بعض المنعشات فأفاقت بعد قليل واستوت على سريرها، أدارت عينيها فيما حولها -المريضة- ثم ثبتت نظرها على وجه الطبيبة، ثم أخذت تفرك عينيها بيديها الضعيفتين، ثم زاد اضطرابها ثم قالت للطبيبة: أسألك بالله من أنت؟! فقالت: أنا الطبيبة يا أمي! فقالت المريضة: أنا لا أسألك عن مهنتك، أنا أسألك عن اسمك، أسألك بالله ألست أنت علياء؟ فقالت الطبيبة باستغراب: بلى أنا علياء، وفي لحظات إذا بالمريضة تأخذ برأس علياء تطوقه بذراعيها وتضمه إلى صدرها وتقبله وتجهش بالبكاء ، صدمت علياء ولم تستطع الكلام ثم قالت وهي لا تصدق ما سمعت: أقسمت عليك بالله أأنت فاتنة؟! مستحيل فاتنة كانت كاسمها أصغر وأجمل وأنضر ، قالت فاتنة: أسألك بالله يا علياء: أيغفر الله لي وقد فعلت ما فعلت وأجرمت ما أجرمت؟ فقالت علياء بصوت واثق: وكيف لا يا فاتنة أليس الله واسع المغفرة؟ أليس الله تواباً رحيماً؟ ألم تسمعي قول الله وهو يخاطب العصاة: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَف.

ما هي شروط التوبة النصوح ؟

كونها خالصةً لله -تعالى ، وموافقة لسنة النبي -عليه الصلاة والسلام- ، فقد كان من دعاء عُمر -رضي الله عنه- قوله: “اللهم اجعل عملي كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد فيه شيئا”؛ ليكون المقصود من التوبة تعظيم العبد لخالقه ، ورجاء ثوابه ، والخوف منه ومن عقابه. إقلاع العبد عن المعصية بعد توبته منها، وذلك في حال كونها بعد فعل معصية، أما في حال كونها بعد ترك واجب؛ وجب عليه الالتزام بالواجب. الندم على فعل المعصية، وتركها في الحال، وعدم العودة إليها في المُستقبل. العزم على عدم العودة إلى المعصية، بإقناع النفس بذلك، والمداومة على الطاعات، وترك المحرمات حتى الموت. ابتعاد العبد عن الاصرار على المعصية، والإصرار: هو عقد القلب على الذنب، والعودة إليه مرة بعد مرة، وقد اشترط الله -تعالى- لقبول التوبة والمغفرة عدم الإصرار على الذنب، قال -عز وجلّ-: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ). كون التوبة مؤثة على سلوكيّات الشخص وأعماله، وليس مجرد التلفّظ بها وعقدها في القلب. الامتناع عن فعل ما ينقض التوبة. كون التوبة في الوقت المحدد لها وليس بعد فوات وقتها أو إغلاق بابها؛ كالتوبة عند الموت، أو حال طلوع الشمس من مغربها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *